الحنين للوطن

أحلم يا وطني أن تحميني فدثرني

أو ازرعني جلنارا على السهول أغازل الشمس

أو افرشني أزهار حنون على مدارج الجبال ألاعب الريح

أو طيرني فراشا بين الزروع أهب الحياة لمياسم الزهور

أو انثرني أمنية عودة قريبة آتية من أتون الغيب والغربة

قرب النافذة أموج كيأجوج في قلقي

أضرب الأخماس في الأسداس وأصلي

أنسل خيوط الفجر وأفك نسيج الغيم

وأبتكر له ألوانا جديدة في مغزل يومي

لعلها تجدد نفحات الأمل

فترمم ما اقتلعني من هدأتي

متسربلة بأسمال الخوف

ورقعه في اتساع …

أنا الفقيرة المعدمة لا أملك قوت روحي

مشردة في سماء الوصل ولا وصل

أدق على أبواب قلوب جاحدة

فتنغلق الأبواب على دمعي

وأعود خائبة قرب النافذة أذرف التنهد

قرب النافذة استرحت

وظلي شدّ مئزره بجانبي

أحمل بيدي كوبا من الشكولا الساخنة

أرتشف من نسائمه الدفء

تأملت ظلي

يا له من ظل ظريف مرح

يضحكني وهو يحاكيني

إن رفعت يدي أهندس شعري …هندس شعره

وإن شربت من كوبي شرب من خيال كوبي

أضحك عليه يغرق في الضحك عليّ

أبكي …يهز كتفيه ويبكي معي

مسليّ ظلي هذا

لا يفارقني حتى لو تحجبت الشمس

لا مناص من وروده وِرْدي

فهو المدنف المفؤد بحبي

يهفو لي من نور المصباح

أو

الشمعة

أو

ضوء القمر

قرب النافذة إتكأت على حافة الوجع

شددت عضدي على ظلي
فانبثق الحزن يرجوني الرحمة

وهل رحمتني ياحزن

حتى أرحمك ؟

تأَلم كما تَأْلم الخلائق من تعنتك

لم أعد أثق بالنوايا المسترزقة

ولا الفرحة بعشر ة أشباهها

لم أعد أستشرف الأمل

الذي أخلف وعده

وتواعد مع الخريف

ونسيني بدون الربيع

وأنا سيدة الورود الحالمة

لا أفيء إلا لبرقشة الربيع

جاءتني فراشة حلوة الألوان

تهسهس بجناحيها في حلك ليل كظيم

استغربت !

ما بك يا فراشة ؟!

ما الذي جاء بك ليلا وأنت ابنة النهار والضوء والشمس؟

"جئت أشاطرك دموع تلك الشمعة "

يا فراشة …

أخاف أنك جئت تحترقين بنارها

لا تفعليها … فعلتها من قبلك

فانظري حالي

الشمعة نور ونار

النور يضيء فيبهج

والنار تحرق فتبيد

احذري …

وارحمي…

ضعف جناحيك الشفافتين

المزيد

قرب النافذة تكوّمت متدثرة ببقاياي أتأمل الخارج

منذ دهر لم تطأ قدمي خارج حدود انغلاقي عن المحيط

ضاقت رقع الدموع في عيني ونبت في الحدقة ظل كثيف

ظل يخربش على الحوائط والأرضيات

يتحكم به قنديل تتلاعب به الريح

يطول ويقصر …يثبت ويهتز

أراقب تحولاته و أرسم من هيمنته شخوصا

لأبطال تحركها خيطان تمسكها يد مجهولة

متخفية بين طيات الخيال

توقف النبع يا ظل ………………… والدمع عزَّ عن الهطول

تشعبت طرائق الحزن فباتت مشاعا لكل أنواع الألم

من على حافة القدر تمنيت إنهاء حيرتي والتخلص من قيظ القلق

قرب النافذة أطلُ على نفسي

وبعفوية أحب إدراج مشاعري

البساطة روحي وردائي

لا ألوي أن تلوي الحياة قناتي

ولا تهد ركن ثقتي بي

أبتسم في ذروة الإكتئاب

أساير بالضحكة الوجه

الخارج من عبسة البركان

أصبر على وَحْل الأيام

أصبر على تلون الأحوال

أصبر على بئر الوحدة

ولا يدركني الكلال

أناجي العفو من رب العفو

قرب النافذة

قرب النافذة

عانقني ظلي و بسط جسده

ثم تمطى بجواري

نظر الي بعينيه كأنه يعاتبني

ألم تكتفي ؟!…

عشتِ دهرا مندحرة في الصمت

المزيد

قرب النافذة …أزهار الكرز توردت

وقبلت دفء الشمس

إذ حررها من براثن الشتاء

عناقيد المشمش المنتظرة تباشير الصيف

لتنضج…

اشْتَعَلَت غيرة من الشروق

فاستعارت لونه البرتقالي ثوبا لها

صوت ترانيم عذبة لعصفور الدوري

يؤذن بحلول الربيع…

و على أذرع الأحواض تشكلت

براعم من القرنفل الأبيض

تنتظر قطرات الندى …

شرّعت قلبي للدعاء

وعلى كل بنان سبّحت بإسم

من أسماء الله الحسنى…

سكينة رضى

من بعد عنفوان حزن جامح

تنزلت على روحي

وقَرَأًَتْ على رأسي القرآن…

غدوت أطوف في حديقة الدار

يتبعني ظلي ممسكا بطرف ثوبي

يخاف من نكسة اعتاد عليها…

ظلي يحبني

ويرافقني بحجة مؤانستي

ليحرسني…

يا له من ظل حنون

ترفقت بقلبه

فأجلسته بجواري

قرب النافذة…!

قرب النافذة حطت نورسة

أتتني منهكة من ناحية البحر

قالت لي " للفرح لغة مستعصية "

ثم … فردت جناحيها وطارت

تأملتها

ما أجملها

و هي تشاكس غيمة قريبة

تمنيت لو تنبت لي أجنحة من ندف تلك الغيمة

ربما حلقت حولي النوارس تشاغبني

ربما شجعتني فأطير لأكتشف الفضاء

وأعرف لماذا للفرح لغة مستعصية؟

ربما اهتديت لترياقٍ

أداوي به حزن القلوب

يآاااه …………….يا نوارس البحر
حزني عريق من مدينة عريقة بالأحزان

المزيد

قرب النافذة … أسأل الغيمات كل يوم

عن دمعي الذي أمنتها عليه

لماذا سكبته مع الضوء

للعوام والمروج وأسطح الهضاب …

هكذا أفشيت سري

وأشعت وجعي

وألبستني ثوب الحزن

قرب النافذة …صرت أحلم

لولا الأحلام ما استراحت النجمات على خد السماء

فأنين ومضات العمر يمضي بنا حيث لا ندري

فنغذي أرواحنا بأسراب من الآمال

وحفنة أمنيات عتيقة

ولهج دعوات مستجابة

قرب النافذة …

سقيت أزهاري بشهد أنفاسي

أغني لها …أدللها

أعشق الجوري

وأتوه بالياسمين والفل

أحلق مع الجاردينيا نحو حلم

أحلم مع أزهار الربيع بالطيران

ومع أزهار الحنون الحمراء والصفراء أعيش الحنين للوطن

المزيد

فتحت نافذتي…!

فتحت نافذتي

لعل قليلا من الهواء البارد

يخفف من سخونة أفكاري…

الريح شديدة

دفعتني داخلا

وأُغْلَقَتِ النافذة بعنف…

تعكزت قهري

وصرت أحجل

حتى وصلت إلى أقرب كرسي

وأضأت شمعة

أخاف الظلام

ومازالت الكهرباء مقطوعة

البرد شديد وقلبي يطلب الدفء…

صدااااع

اتكأت على خاصرة الطاولة

ضغطت على ناصيتي بقوة

لعلها تمنحني القليل من الراحة…

و

بنات أفكاري يشاكسنني

يا حب البنات للثرثرة

كفن عني

يكفي ما تجرعته اليوم من كأسكن…

ثرثرتهن أبت إلا أخذي في نزهات شتى

تغريني بجداول حزينة

و ينابيع مياة كبريتية حارة

كادت تغرقني بأوهامي

من حلاوة الروح انتصبت واقفة

أتوسل الطريق إلى النافذة …

أحتاج تنسم الهواء

لعل النسائم تحررني من اختناقي

بنات أفكاري يشددني إلى الوراء

يرقصن

يتمايلن

مع ظلال الشمعة

المتكسرة على الأثاث

والأرضية والحوائط الباردة …

أحرك رقبتي بحركات دائرية

حتى يتساقطن تباعا

ربما تخلصت من رزالتهن

وتدخلهن في شؤوني

لعلهن يتساقطن

فتتكسر رقابهن

فلا يعدن يضايقنني في ترتيبهن…

المزيد